عبدالرضي لمقدم.
قال الدكتور المصطفى بنعلي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية ” إن قمة شنغهاي للتعاون الثانية والعشرين التي تنعقد بأزبكستان لهذه السنة، تأتي في سياق تاريخي دقيق للبشرية جمعاء وهو ما يعطي لهذه القمة ثقلا سياسيا واستراتيجيا مهمين. واستدل بنعلي على هذه الأهمية بمؤشرتزايد طلبات مجموعة من الدول العربية للإنضمام للمنظمة. جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها القناة العربية لشبكة الصين الدولية (CGTN) مع الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، في إطارجواب له على سؤال حول وجهة نظره كأمين عام حزب سياسي عربي إزاء طلبات الإنضمام للمنظمة التي تقدمت به عدة دول عربية من بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وسوريا.
وأضاف المصطفى بنعلي أن هذه المنظمة تتوخى تحقيق هدفها الأساسي المتمثل هدفا أساسي للتعاون في مجالات مختلفة، ترتبط بظروف نشأتها بعد انهيار جدار برلين وما يحمله هذا الإنهيار من حمولات إيديولوجية وسياسية واضحة” وهذا السياق يؤكد بنعلي” هو ما يجعل المنظمة في بعده الأمني والعسكري ذات أهمية خاصة، وانفتاحها على دول آسيوية بعيدة عن منطقة التشكل يعطيها أهمية أكبر”.
ويرى الدكتور بنعلي في طلبات بعض الدول العربية وغيرها في الإنضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون، أنها راجعة بالأساس إلى طبيعة أهداف المنظمة، ولا سيما ما يتعلق بسعيها لتحقيق التوازن في العالم وإلى نشدان السلام والسلم والاستقرار والتنمية ليس في المنطقة الأسيوية فحسب، بل وفي العالم أجمع.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية. تأسست في 15 يونيو 2001 في شانغهاي، على يد قادة ستة دول آسيوية؛ هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان. وقع ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون في يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 سبتمبر 2003. كانت هذه البلدان باستثناء أوزبكستان أعضاء في «مجموعة شانغهاي الخماسية» التي تأسست في 26 أبريل 1996 في شانغهاي.
تتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي. والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
انضمت كل من الهند وباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية في 9 يونيو 2017 في قمة أستانا.
تأسست مجموعة شانغهاي الخماسية في 26 أبريل 1996 من خلال توقيع رؤساء الدول الصين وكازخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان على معاهدة تعميق الثقة العسكرية في المناطق الحدودية وكان ذلك في شانغهاي. في 24 أبريل 1997، وقعت الدول نفسها على معاهدة الحد من القوات العسكرية في المناطق الحدودية في اجتماع عقد في موسكو.
وعُقدت مؤتمرات القمم السنوية لمجموعة شانغهاي الخماسية في كل من ألماتي في عام 1998 وبيشكك في عام 1999 ودوشانبي في عام 2000. في قمة دوشانبي، اتفق الأعضاء على معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان. ودعم جهود بعضهم البعض في حماية الاستقلال الوطني للدول الخمس والسيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الاجتماعي.
في عام 2001، عادت القمة السنوية إلى شانغهاي، حيث شهد انضمام أوزبكستان إلى المجموعة ليتحول عدد أعضائها من خمسة إلى ستة. فوقع رؤساء الدول الستة في 15 يونيو 2001 على إعلان «منظمة شانغهاي للتعاون» مشيدين بالدور الذي لعبته المجموعة متطلعين إلى مستوى أعلى من التعاون.
في يونيو 2002، اجتمع رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في سانت بطرسبرغ. وهناك وقعوا ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون الذي يشرح أهداف المنظمة ومبادئها وهياكلها وأشكال عملها، للاعتراف بها في القانون الدولي.
في يوليو 2005، خلال القمة التي عقدت في أستانا التي شارك بها ممثلين عن الهند وإيران ومنغوليا وباكستان، الذي كان حضورهم الأول. رحب رئيس الدولة المضيفة نور سلطان نزارباييف فيهم واستهل حديثه بكلمات لم يسبق وان استخدمت في أي سياق من قبل، قائلًا: « قادة الدول الذين يجلسون على طاولة المفاوضات هم ممثلون عن نصف البشرية».
بحلول عام 2007، استهلت منظمة شانغهاي للتعاون أكثر من عشرين مشروعًا واسع النطاق فيما يتعلق بالنقل والطاقة والاتصالات، كما عقدت اجتماعات منتظمة للمسؤولين الأمنيين والعسكريين والدفاع والشؤون الخارجية والاقتصادية والثقافية والمصرفية وغيرها لدول الأعضاء.
في يوليو 2015 في أوفا، قررت منظمة شانغهاي للتعاون قبول الهند وباكستان كعضوين كاملين. ووقعت الهند وباكستان مذكرة الالتزامات في يونيو 2016 في طشقند، وبذلك بدأت العملية الرسمية للإنضمام إلى المنظمة كعضوين كاملين. في 9 يونيو 2017، في القمة التاريخية في أستانا، انضمت الهند وباكستان رسميًا إلى منظمة شانغهاي للتعاون كأعضاء كاملين.
أقامت منظمة شانغهاي للتعاون علاقات مع الأمم المتحدة في عام 2004 (حيث أنها مراقب في الجمعية العامة)، ورابطة الدول المستقلة في عام 2005، ورابطة دول جنوب شرق آسيا في عام 2005، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي في عام 2007، ومنظمة التعاون الإقتصادي في عام 2007، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عام 2011، والمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا في عام 2014، واللجنة الإقتصادية والإجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة في عام 2015. وتمثل الدول الثمانية كاملة العضوية في المنظمة نصف سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي في العالم.