الكلمة الافتتاحية للأخ عبد العالي تيركيت خلال جلسة انعقاد المؤتمر الإقليمي للحزب بالرباط

الأخوات والإخوة الأعزاء

مرحبا بكم ونحن نتوج جهد إخواننا وأخواتنا ومنظمات حزبنا المثابر في التحضير النهائي والإعداد الجاد لهذا المؤتمر الإقليمي لمدينة الرباط الهام والأساسي في حياة حزبنا.

سنوات مضت على اختتام مؤتمرنا الرابع الوطني، وقد مرت بلادنا بأحداث، وتطورات لازالت تلقي بظلالها على حياتنا اليومية.

إننا نجتمع اليوم لاستشراف هذه المسيرة بحلوها ومرها، بجذورها وتعقيداتها وآفاقها، لنقدم لمواطنينا ولمدينتنا خلاصة تفكيرنا وتجربتنا، ونحن الذين لم نغب للحظة عن هموم مدينتنا، الوطن وهمومه، وعما عاشه من ظروف ومن آمال نبيلة، متفاعلين وفاعلين فيما شهده من منعطفات، وعاقدين العزم، مع بقية الفعاليات، على إنارة الطريق، وحث الخطى، ووضع البرامج الصادقة، لخلاصه من الأزمة التي تأخذ بخناقه، ولتجاوز محنه، ومعالجة آلامه، ليلتحق بركب الديمقراطية والتقدم والعيش الكريم.

أيها الأعزة

ونحن نعقد مؤتمرنا الإقليمي، في هذا اليوم الاستثنائي الذي يخلد لذكرى منعطف حمل دستورا جديدا عبر عن كل الأماني في الرقي حول مستقبل بلدنا وآفاق تطوره.

وكلنا ثقة، بلزوم تنزيل جيد لمضامينه، جدير بنا أن نستذكر بالطيب وبالعرفان، بالجميل وبالتقدير والحب كل من ساهم بإنضاج تجربتنا، وبناء حزبنا وعزز من صموده.

تحية في يومنا الأغر هذا وفي مناسبتنا هذه الى كل من ساهم في بناء هذا الحزب وفي تعزيز كيانه ورفع رايته.

أيتها العزيزات

أيها الأعزاء

نعقد مؤتمرنا في ظروف قل نظيرها، وهي في غاية التعقيد والتشابك والصعوبة وقد شكلت هذه الأوضاع حصيلة تفاعل مجموعة من العوامل والتناقضات، لتمر هذه اللوحة الشائكة، والتي تفرض علينا نحن الجبهويون الديمقراطيون، فك عقدها، وتحليل مسيرتها، وبالتالي وضع التصور الصحيح للحلول والمعالجات السليمة على أساس معرفتنا التفصيلية بمسار الأحداث وتشعبات الواقع وعلى ضوء منهجيتنا العلمية المختبرة.

لنحاول

– بذل أقصى الجهود لتحسين الخدمات العامة وتيسير حاجات المواطنين المعاشية الملحة، ومعالجة مشكلة البطالة، ومكافحة الغلاء، والتضخم، واتخاذ الممكن من التدابير لتدوير عجلة الاقتصاد، ومراعاة حالة الملايين من الكادحين والشغيلة في أجورهم ورواتبهم وتقاعدهم. إن كل ذلك يكتسب في هذه الظروف أهمية سياسية ومعنوية بالغة الأثر، ويقتضي قرارات استثنائية- طارئة وعاجلة لا تتوافق بالضرورة مع وصفات صندوق النقد والبنك الدوليين، ولا مع أطروحات غلاة الليبرالية.

– الإصرار على بناء دولة المؤسسات والقانون ودعم القضاء النزيه والمستقل، وتحريم تجاوز الشرعية القانونية والتلاعب الكيفي بمصائر البلد، وتفعيل المؤسسات الدستورية ودورها التشريعي والرقابي واعتماد الكفاءة والخبرة والنزاهة والمهنية في بناء مؤسسات الدولة، والتأكيد على احترام حقوق الإنسان.

– ممارسة سياسة خارجية نشطة، مستقلة ومنتجة، في إقامة أفضل علاقات حسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ولضمان التأييد الدولي والإقليمي الفعال لوطننا ووحدته الترابية وفي بناء المغرب الديمقراطي، وتمكينه من ممارسة دوره الطبيعي في المجتمع الدولي.

– اتخاذ التدابير القانونية والرقابية الحكومية للحد من ظاهرة الفساد ونهب ممتلكات الدولة وأموال الشعب، وإنزال العقاب الصارم بالمفسدين من كل نوع ولون، ومحاربة ظاهرة الإجرام، وتهريب المخدرات. وسيكون لتحقيق إنجازات على هذا الصعيد مردود نفسي وسياسي كبير على مزاج المواطنين، وعلى ثقتهم بمسيرة الإصلاح والبناء.

أيتها العزيزات

أيها الأعزة

لقد عبأ الحزب كامل جهوده، لمواكبة التطورات التي شهدها الوطن.

وكنا حاضرين في كل المحطات السياسية الهامة، مبادرين أحيانا، داعمين في أخرى، ورافضين في ثالثة، هكذا كان الحزب متفاعلا مع كل جديد يطرح على الساحة السياسية المغربية وحولها بمحيطها الجغرافي وبمحيطها الدولي الواسع، وهمنا في ذلك الدفاع عن مصالح البلد ومطامح المواطنين.

لقد لعب حزبنا دورا مشهودا في التعبئة للتصويت على الدستور الجديد لبلادنا، ولازال يناضل من أجل تنزيل جيد لمضامينه وأحكامه.

أيها الأعزاء أعضاء المؤتمر…أيتها العزيزات

اليوم ينعقد مؤتمرنا الإقليمي وكلنا ثقة بأنه سيعطي الزخم الكافي، والتوجه السليم لتحويل حزبنا إلى قوة فعالة وحيوية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمدينتنا وفي تقرير حكامة ترابية فعالة تربط بين الكفاءة والمسؤولية والمحاسبة.

إن مواطنينا يتطلعون لحزبنا بالأمل والثقة في أن يكون قوي البنيان، وطيد الأركان، قادرا على أن يلعب دوره في الدفاع عن مصالحهم وفي تأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.

وعلينا، معشر الجبهويين الديمقراطيين، الذين نعتز بثقة المواطنين – وتلك غاية نضالنا – معنيين أمام مسؤوليتنا التاريخية، أن نعمل بكل قوانا لتعزيز لحمة حزبنا وتوطيد منظماتنا وتوسيع صفوفنا بالمزيد من خبرة شبابنا ونسائنا ومثقفينا ومن جميع فئات الشعب التواقة للخير والديمقراطية، وتوثيق صلتنا بأوسع الجماهير الشعبية، روادا في الدفاع عن مطالبها، وعن دورها التاريخي الفعال في الحياة السياسية والنهوض بمدينتنا، عاقدين أفضل العلاقات مع كل القوى الوطنية العاملة من أجل بناء حكامة محلية جديدة متطورة، وأن نوظف كل طاقاتنا الإبداعية لتطوير نشاطنا الفكري – والثقافي لتفسير الجديد من الظواهر، ولنضيء الطريق أمام نشاطنا السياسي المثابر وتحقيق الأمن والاستقرار لوطننا، والمساهمة في مسيرته لبناء المغرب الديمقراطي في إطار الدستور.

X