عبد الرحيم بنشريف.
أكد الأخ المصطفى بنعلي أن موقع الأحزاب السياسية، في تصور جبهة القوى الديمقراطية، للإصلاح، مهم للغاية، موضحا أن المؤتمر الوطني الأخير للحزب، شكل خطوة متقدمة، في اتجاه تطوير المشروع النضالي للجبهة، عبر التوجه نحو بناء، فكر سياسي إنساني، يعيد النظر، بشكل نقدي، في المسلمات واليقينيات الفكرية والأيديولوجية، معتبرا، أن حزبه قد قام بأولى الخطوات، نحو بناء نموذج الحزب الطلائعي، لمغرب ما بعد 2011.
وحمل الأمين العام، لحزب غصن الزيتون، في حوار لأسبوعية المنعطف، في عددها الصادر أمس الخميس، وقبيل انعقاد أولى دورات المجلس الوطني للحزب، غدا السبت28 أكتوبر، النخبة السياسية المسؤولية، في تردي الوضع العام للبلاد، مقرا عجزها، عن مسايرة التطور السريع، الذي يعيشه المجتمع المغربي، بما يؤكد فشل “النموذج الحزبي المغربي”.
كما شدد على أن الأحزاب المغربية، مطالبة بتأهيل الذات، ومراجعة تصوراتها وتمثلاتها، للقيم السياسية والتنظيمية، في ظل وضعها الدستوري، كشريك في الحكم والسلطة، من أجل الاضطلاع بمهامها، المرتبطة بالاقتراح والمشاركة، في تدبير ذي بعد تنموي للشأن العام، وبإعداد وتأهيل واقتراح النخب المؤهلة لذلك.
وأشار، إلى أن جبهة القوى الديمق راطية قدمت تصورا متكاملا، لمداخل إصلاح سياسي، من شأنه إنتاج مؤسسات دستورية، في مستوى روح الدستور الجديد وفقا لما ينبغي أن تكون عليه، مؤسسة البرلمان، لتقترب من تمثيل السيادة الشعبية، عن طريق انتخابات، يجري فيها التنافس، على أساس البرامج والمشاريع المجتمعية وحكومة سياسية فعالة، وما يتطلبه بناؤها، من إصلاح لحال الأحزاب، والانتخابات والاعلام العمومي، وإعداد الرأي العام الوطني…
وأبرز الأخ بنعلي، أن المشهد السياسي الوطني يعيش اليوم، على وقع تداعي نموذج الأحزاب التقليدية، التي كانت تضع اليسار في مقابل اليمين، معتبرا أن دستور2011، قد أنهي التقابل المفترض، في أن تكون الأحزاب السياسية، إما أحزابا معادية للسلطة أو موالية لها.
وصنف أمين عام جبهة القوى الديمقراطية الأحزاب المغربية، إلى ثلاث نماذج كبرى، في طور انتقال غير مكتمل المعالم بعد، أولها نموذج أحزاب الحركة الوطنية، بمرجعية فكرية مرتبطة بتيارات المشرق، ثم نموذج الأحزاب الاشتراكية، بفكر مستورد من الغرب، فيما النموذج الثالث، تجسده أحزاب الإدارة، التي ارتبط وجودها، بمحاولات مواجهة ومعاكسة النموذجين السابقين.
جدير ذكره أن دورة المجلس الوطني للحزب غدا هي ذات حمولة تنظيمية كبيرة، ستتم فيها ملائمة مقتضيات النظام الداخلي، مع المستجدات، التي أدخلها المؤتمر، على النظام الأساسي، كما سيتم انتخاب هياكل الحزب المتبقية، فضلا عن أهميتها السياسية، بالنظر للظرفية السياسية، التي تنعقد فيها، أبرزها الزلزال السياسي، وتداعياته على الوضع العام للبلاد.
Source: almounaataf